05 مايو 2009

هذا أول الغيث يا قدس ...


هذا أول الغيث يا قدس ...قيل في الأمثال: أول الغيث قطرة ... ثم ينهمر ॥ولكن الغيث العربي الذي تهاطل في سماء بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، في الجمعة النيسانية المباركة- يوم السابع عشر من نيسان (أبريل)- لم يكن قطرة ولا قطرات .. كان أنهاراً من كوثر، روّت أرض القدس الظمأى للمطر العربي المبارك।من نابلس والخليل ومن داخل الداخل الفلسطيني، شدت البيارق وفرق الكشافة والشخصيات رحالها إلى أرض البركة، تلبية الدعوة التي وجهها ائتلاف (الحملة الأهلية) و(اللجنة المقدسية) لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية ...وبإشارة من مفتي القدس والديار الفلسطينية، ولج الآتون مقام النبي موسى ( عليه السلام)، إيذاناً بانطلاق فعاليات (الموسم) التي أهال الاحتلال فوقها آلاف أطنان التراب طيلة أكثر من ستين عاماً.دفنها المحتلون حيّة، وفي ظنهم أنها ماتت، وماتت معها ثقافة المقاومة التي غرس نبتتها القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي، كي تتلاحم الأرواح، ويتحد السلاح، ويصوغ الموسم رسالة للفرنجة بأن في القدس، وللقدس من يحميها ويبنيها.ولأول مرة منذ ستين عاماً ونيف، تدق الصنوج، وتخفق البيارق في باحة الأقصى، ويمشي فتيان الكشافة، بكل الشموخ والعنفوان والإباء اليعربي، للإعلان بأن راية القدس، راية كل فلسطين، تتناقلها أجيال تأبى أن تنسى، وتأبى أن تغفر ..وإلى شمال شرق القلب المقدسي، كانت البيارق تخفق في موقع (عين التينة) المحرر، إيذاناً بانطلاق فعاليات حملة أهلية سورية، بدأت من ضريح (صلاح الدين) و(نور الدين) و(الظاهر) و(يوسف العظمة)، وصولاً إلى القنيطرة المحررة بوابة الجولان الأسير.ولعلها ليست مصادفة على الإطلاق أن القدس تسلمت الصولجان من دمشق عاصمة الثقافة عام 2008، وأن يتم إطلاق الفعاليات في بيت المقدس وأكنافها يوم السابع عشر من نيسان الذي يصادف الذكرى الثالثة والستين ليوم إجلاء المحتلين الفرنسيين عن أرض سورية، وهو الإجلاء الذي بات مطلب البلدان العربية التي عانت من الاحتلالات والانتدابات والمعاهدات، فرفعت الصوت تطلب (جلاء سوريا لا صورياً) ..وليست مصادفة أيضاً أن يعلن في دمشق عن توأمة دمشق والقدس، والقنيطرة وغزة، وأن يتم غرس غابة باسم القدس، وحديقة في امتداد دمشق الثقافي باسم المدينة المأسورة، تتفيأ ظلال قاسيون الجبل الذي آوى إليه المقادسة قبل حين.وفي الآن ذاته، كانت بيروت (ست الدنيا) والجزائر (عاصمة المليون شهيد) وصنعاء (حيث الإيمان يماني والحكمة يمانية) وأردن النشامى (ربع الكفافي الحمر) والسودان والكويت والبحرين .. تشرع في أداء صلاة الجماعة الجمعة النيسانية قبل أن يفرغ الأعداء من التوضؤ بدم القدس والمقدسيين.وليس هذا كل شيء، فثمة الحملة الإلكترونية للتضامن مع القدس، والتي هدفها الوصول إلى عشرة ملايين متضامن، ومناشط مركزية كثيرة، وفعاليات أخرى في أوروبا وغيرها، ينطلق أولها في الثاني من مايو (أيار) القادم في مدينة ميلانو بإيطاليا.فعاليات عديدة يمكن الإطلاع عليها في موقع الاحتفالية ..وهذا ليس كل شيء، هذا أول الغيث يا قدس

http://www.alquds09.com/index.php?s=16
(الحملة الأهلية لاحتفالية القدس)

ليست هناك تعليقات: